عقدت مؤسسة «عكاظ» للصحافة والنشر، الساعة السادسة مساء اليوم (الأربعاء)، ندوة افتراضية بعنوان «أبعاد.. ما بعد كورونا»، بمشاركة الدكتور مشعل العقيل الكاتب والأستاذ المساعد واستشاري الطب النفسي المتخصص في اضطرابات القلق والمزاح والعلاج المعرفي السلوكي، والدكتور عبدالله غازي الكاتب والطبيب والمتخصص في الاستشارات النفسية الزواجية والعائلية، والمحامي والكاتب عبدالرحمن اللاحم، وعلي الحازمي الكاتب وباحث الدكتوراه في الاقتصاد المالي، فيما أدارتها الدكتورة أريج الجهني.
وخلال الندوة، أكد الدكتور مشعل العقيل أن أزمة كورونا رفعت الوعي لدى المجتمع بالاحتياج النفسي، مشيرا إلى أن التواصل والدراسات المسحية والخدمات المتوفرة المتناسبة مع الحاجات تترك أثرا نفسيا لدى المتضررين من الجائحة، كما أن التعافي النفسي من كورونا يحتاج إلى وقت، وعلينا التمسك بالعادات الصحية والاجتماعية عن بعد، وهي من إيجابيات وحسنات أزمة كورونا.
من جانبه، أكد الدكتور عبدالله غازي أن جائحة كورونا علمتنا الكثير من العادات الجيدة والصحية، وسرّعتنا في التعلم، داعياً الأشخاص ذوي الصعوبة في التواصل مع الآخرين إلى العمل على تنمية مهاراتهم، مشددا على أن المجتمع السعودي مرن ويتأقلم مع الأوضاع.
وكشف أن ما بين 4 إلى 6 من المجموعات البحثية تقيس أشكال المرونة لدى المجتمع السعودي للتأقلم مع الفترة الحالية ونظرتهم إلى المنزل، موضحا أن التواصل الافتراضي خلال جائحة كورونا من الإيجابيات في هذه الفترة، وأن التباعد الاجتماعي خلال الجائحة يعد أحد أشكال التحديات، كما أن القرارات التي اتخذتها الجهات المختلفة خلال جائحة كورونا ستأخذ جميع المصالح في عين الاعتبار لخدمة الجميع بأقل الأضرار.
وأشار إلى أن جائحة كورونا شكلت تحديا للآباء والأمهات، وجعلت أفراد الأسرة متقاربين خلال الأزمة للتأقلم مع بعضهم، مضيفا: «نحن كمجتمع في سفينة واحدة خلال الجائحة، نتجه سويا إلى بر الأمان، وهذه الغيمة ستزول».
من ناحيته، أفاد علي الحازمي خلال مشاركته في الندوة بأنه ولأول مرة في التاريخ يكون هناك حجر للأصحاء في المنازل، وذلك ولّد قوة مالية لدى الأفراد الذين انخفضت طلباتهم على الكماليات في الفترة الحالية، مبينا أن المنظومة الفردية جزء لا يتجزأ من منظومة الاقتصاد العالمي.
وقال الحازمي: الدعم المقدم خلال جائحة كورونا مكّن القطاع الخاص وجعل الجائحة أقل وطئا، ولولا توجيه الدعم للقطاع الخاص خلال الجائحة لرأينا الكثير من الشركات قد أفلست، والكثير من الموظفين قد سرحوا من أعمالهم، كاشفا أن المبالغ التي اعتمدت لدعم القطاع الخاص منذ الخمسينات وحتى اليوم بلغت 5.5 ترليون ريال.
وشدد الحازمي على أنه إذا لم تعتمد المنشآت على التجارة الإلكترونية، فيجب عليها أن تعتمد على ذلك الآن، وألا تنظر للربح في الدرجة الأولى، بل يجب أن تكون لديها إيرادات تفي بالمصروفات، موضحا أن التجارة الإلكترونية تخلق ثقافة جديدة، وهناك تشريعات لتنظيمها وحفظ حقوق المستهلك والبائع.
وأشار إلى أن هناك 3 سيناريوهات للاقتصاد العالمي: إما إيجاد لقاح لكورونا، أو استمرار الوضع بالاحترازات الوقائية وأن يكون التعافي خلال عامين بحلول عام 2022، أو حدوث موجة للفايروس وهذه ستكون بمثابة كارثة اقتصادية، كما أن هناك إعادة هيكلة للاقتصاد العالمي جراء الجائحة، إلا أنه شدد على «النظرة الإيجابية» للاقتصاد السعودي، إذ إن «الأسوأ قد أصبح خلفنا».
وتطرق الحازمي إلى ان جائحة كورونا تجربة جيدة للأنظمة، «وأحيانا نكون بحاجة لصدمات اقتصادية لاختبار مدى صلابة الوضع الاقتصادي، وامتصاصنا للصدمة كان جيدا»، إذ إن «بعض الآلام تعطي نتائج إيجابية، وقادرون على التكيف مع النمط الاستهلاكي»، مضيفا أن «ضريبة الـ15% ستخلق ثقافة استهلاكية ادخارية إجبارية».
وفي السياق، تطرق المحامي عبدالرحمن اللاحم إلى الأنظمة والقوانين في المملكة، مؤكدا أنها لم تتغير بشكل كبير خلال جائحة كورونا، كما أن المملكة لم تعلن قانون الطوارئ خلال جائحة كورونا، بل استخدمته بشكل محدود في «منع التجول»، وأن «القوانين العامة التي تحكم حركة الناس والحركة التجارية لم تتغير بشكل كبير خلال الأزمة»، كما أن القانون التجاري في المملكة صدر في ذروة أزمة كورونا.
وقال اللاحم إن الأزمات تعطينا تجارب إيجابية، ومنها ما يتعلق بالتقاضي عن بعد، الذي سيغير مستقبلا الترافع أمام الجهات القضائية، وإذا استمر الترافع عن بعد في ما يتعلق بقضايا الأحوال الشخصية سيكون له تأثير كبير، وشدد على أن نظام العمل يحتاج إلى التعديل والمزيد من المرونة بما يتواءم مع الحالات الطارئة مثل جائحة كورونا، لخدمة العامل ورب العمل.